بيدو
عدد المساهمات : 96 نقاط التميز : 4910 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/02/2012 العمر : 24 الموقع : maxwy.roo7.biz
| موضوع: ماذا كان يحدث للنظام الاجتماعى من غير دين الأربعاء مايو 02, 2012 5:20 pm | |
|
إنّ أول مفهوم يتم التخلص منه في بيئة لا دين فيها هو مفهوم العائلة، حيث إنّ القيم مثل الولاء والإخلاص والانتماء والحب والاحترام التي تجمع العائلة مع بعضها البعض يتم التخلي عنها بشكل كامل، و يجب التذكير هنا أن العائلة هي التي تؤسس المجتمع، فإذا انهارت العائلة فإنّ المجتمع ينهار كذلك، ثم إنّ ذلك يقود إلى إلغاء مفهوم الدولة والأمة. وبالإضافة إلى ذلك، تضعف الحاجة إلى الشعور بالاحترام والمحبة والعطف تجاه الآخرين في مجتمع لا دين فيه، وهذا يقود بالتالي إلى فوضى اجتماعية حيث يكره الأغنياء الفقراء ويكره الفقراء الأغنياء، وينتشر الحقد بينهما، ويزداد غضب أولئك العاجزين والمحتاجين، ويشيع العنف بين الأمم والشعوب، ويصبح العمال عدوانيين إزاء رؤسائهم في العمل والرؤساء تجاه عمالهم، وتجف مشاعر الآباء إزاء أبنائهم ومشاعر الأبناء إزاء آبائهم. إنّ سبب استمرار الحروب والعنف في العالم يرجع إلى غياب الدين من حياة كثير من الناس، فنحن نشاهد كل يوم في كثير من بقاع العالم أعمال عنف رهيبة وعمليات قتل لا تليق بالإنسان. ومن جانب آخر، وفي مقابل هذا فإن الإنسان الذي يؤمن بالآخرة لا يجرأ على أن يصوب سلاحا باتجاه أخيه الإنسان ليقتله لأنه يعلم أن الله قد حرم القتل، ولأن خشيته لله تدفعه إلى تجنب عقابه وسخطه. قال تعالى: (وّلاّ تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ الله قَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِينَ ) سورة الأعراف -الآية 56.
إنّ انتشار الانتحار دليل على البعد عن الدين، وهو أمر غير مقبول بأي حال، فالذي ينتحر يرتكب جريمة قتل في الحقيقة. وعلى سبيل المثال هناك من ينتحر لأن صديقته هجرته، فهو يدفع حياته ثمنا لها، ولكن هذا الشخص يجب أن يسأل نفسه هذه الأسئلة : هل كان سيفكر في الانتحار من أجل هذه الفتاة لو أصبحت معاقة أو تقدمت في العمر، أو حدث أن توشه وجهها بسبب حريق أو غير ذلك ؟ بالطبع إنه لن يفكر في ذلك، إنّه يقوم بتضخيم هذه الفكرة في عقله عندما يراها جميلة تنعم بالصحة والجاذبية . وقد ينسى الله بسببها فلا يفكر إلا فيها، قد تملك عليه أحاسيسة فلا يبقى مكان في قلبه حتى يذكرالله تعالى ويفكر فيه، إنها قد تنسيه الموت والآخرة، ولذلك فهو يمكن أن يواجه الموت من أجلها . ولكن الإنسان الذي يسير وفق التعاليم القرآنية يستحيل أن يفعل شيئا مثل هذا، ولا يمكن أن يفكر مجرد تفكير في الإقدام على فعل هذا الأمر لأن المؤمن يعيش لله فقط، ويصبر ويصمد أمام الصعوبات والمشاكل التي يبتلى بها في هذه الدنيا، ولا ينسى المؤمن أنه سوف يجازى بالخير على صبره هذا في الدنيا وفي الآخرة. والسرقة أيضا أمر شائع في المجتمعات التي لا دين فيها إذ أن السارق لا يفكر في مقدار الأذى الذي يلحقه بالآخرين، فهو يسرق ولكنه لا يتألم بسبب فقدان الضمير الذي يؤنبه ويردعه. وهذا يعني أن السارق بقساوته يمكن أن يرتكب مزيدا من الجرائم. وفي المجتمعات غير المتدينة فإن الفضائل والقيم مثل الضيافة والتضحية من أجل الآخرين والتكافل والكرم تفقد بشكل كامل. فهؤلاء الناس في هذه المجتمعات لا يقيمون بعضهم البعض على أساس أنهم بشر، إذ أن البعض منهم يعتقد بأنه كائن تطور عن القرد، فلا أحد يمكن أن يكون مدفوعا لإكرام غيره أو العطف عليه أو تقديم مساعدات له بسبب هذا الاعتقاد الخاطئ. فالأشخاص الذين يحملون هذه الأفكار لا يعرفون قيمة بعضهم البعض، فأغلبهم لا يفكرون في راحة غيرهم أو حفظ كرامتهم. فمثلا إذا أصيب أحدهم بحادث أو غير ذلك لا يهبون لإغاثته رجاء لثواب ما. ويحدث أن الذي يكون ميؤوسا من حالته بسبب المرض يُترك ملقًى لا يهتم به أحد حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة. وهناك شيئ آخر مهم، فالشخص الذي لا إيمان في قلبه لا يهمه أن يهتم بالنظافة، وقد يؤذي الآخرين بسبب قذارته وخاصة إذا كان يعمل في مطعم مثلا، فهو لا يبالي بالاهتمام بالنظافة إلا على اعتبار أنها وسيلة لجلب مزيد من الزبائن وليست مبدأ راسخا عنده، فهمه فقط في ما يجمعه من مال لا غير. وهذه فقط بعض الأمثلة التي نشاهدها في حياتنا اليومية. فالمعاملات تصبح أكثر تحضرا كلما كانت المصالح أوسع وأوثق. الأمر الآخر أن القيم القرآنية تحث الناس على الإحسان لبعضهم البعض دون انتظار أي مقابل، إنهم جميعا عبيد لله تعالى، فهم يعملون جهدهم للحصول على مرضاة الله تعالى من خلال الأعمال الصالحة، وهم يتنافسون في ما بينهم لكسب مزيد من الأجر والثواب.
| |
|