*استمتع معنا*
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


استمتع بالمنتداى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اركب معنا 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بيدو

بيدو


عدد المساهمات : 96
نقاط التميز : 4910
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 12/02/2012
العمر : 24
الموقع : maxwy.roo7.biz

اركب معنا 1  Empty
مُساهمةموضوع: اركب معنا 1    اركب معنا 1  Icon_minitimeالأربعاء مايو 02, 2012 5:22 pm

<table class="js-ratings-tableWrapper" align="center" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"></table>
اِرْكـبْ مَـعَـناكتبه /د.محمد بن عبد الرحمن العريفي1423هـ بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد :أما الأول : فقد جلس إليَّ مهموماً مغموماً .. ثم قال : يا شيخ .. مللت من الغربة .. فقلت : عسى الله أن يعجل رجوعك إلى أهلك وبلدك ..فاستعبر وبكى .. ثم قال : أما ولله يا شيخ لو عرفت بقدر شوقي إليهم وقدر شوقهم إليَّ .. هلتصدق يا شيخ أن أمي قد سافرت أكثر من أربعمائة ميل لتدعو لي عند ضريح قبرالشيخ فلان .. وتسأله أن يردني إليها ..!! فهو رجل مبارك تقبل منه الدعوات.. ويقضي الكربات .. ويسمع دعاء الداعين .. حتى بعد موته ..!! أما الثاني :فقد حدثني شيخنا العلامة عبد الله بن جبرين .. قال :كنت على صعيد عرفات .. والناس في بكاء ودعوات .. قد لفوا أجسادهم بالإحرام .. ورفعوا أكفهم إلى الملك العلام ..وبينما نحن في خشوعنا وخضوعنا .. نستنزل الرحمات من السماء .. لفتنظري شيخ كبير .. قد رق عظمه .. وضعف جسده .. وانحنى ظهره .. وهو يردد :يا شيخ فلان .. أسألك أن تكشف كربتي .. اشفع لي .. وارحمني .. ويبكيوينتحب ..فانتفض جسدي .. واقشعرّ جلدي .. وصحت به : اتق الله .. كيفتدعو غير الله !! وتطلب الحاجات من غير الله !! الجيلاني عبدٌ مملوكٌ ..لا يسمعك ولا يجيبك .. ادعُ الله وحده لا شريك له ..فالتفت إليَّ ثمقال : إليك عني يا عجوز .. أنت ما تعرف قدر الشيخ فلان عند الله !!.. أناأؤمن يقيناً أنه ما تنزل قطرة من السماء .. ولا تنبت حبة من الأرض إلابإذن هذا الشيخ .. فلما قال ذلك .. قلت له : تعالى الله .. ماذا أبقيت لله .. فلما سمع مني ذلك .. ولاني ظهره ومضى ..وأما الثالث .. والرابع .. والخامس .. فأخبارهم فيما بين يديك من أوراق ..فسبحان الله .. أين هؤلاء اللاجئين إلى غير مولاهم .. الطالبين حاجاتهم من موتاهم .. المتجهينبكرباتهم إلى عظام باليات .. وأجساد جامدات .. أينهم عن الله ..!! الملكالحق المبين !! الذي يرى حركات الجنين .. ويسمع دعاء المكروبين .. ولايرضى أن يدعوا عباده سواه ..فابكِ إن شئت على حال الأمة .. وقلب طرفكفي بلاد الإسلام .. لترى أضرحة ومقامات .. وقبوراً ورفات .. صارت هيالملجأ عند الملمات .. والمفزع عند الكربات .. نشأ عليها الصغير .. وشاب عليها الكبير .. فهذه كلمات لهم وهمسات.. وأحاديث ونداءات.. بل هي صرخات وصيحات.. وابتهالات ودعوات.. للغارقين والغارقات..الذين تلاطمت بهم الأمواج .. وضلوا في الفجاج .. حتى تخلفوا عن سفينة النجاة .. وماتوا وهم مشركون .. وهم يحسبون أنهم مسلمون ..إنها سفينة التوحيد .. التي هي كسفينة نوح .. من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك .. وكم رأينا في بلاد الإسلام .. من أقارب وإخوان .. وجيران وخلان .. ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ..لذا جاء هذا الكتاب نداءً لهم جميعاً بأن يعبدوا الله وحده لا شريك له .. كتبه /د. محمد بن عبد الرحمن العريفيدكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بسم الله الرحمن الرحيمالبحر المتلاطم .. كانت الدنيا مليئة بالمشركين .. هذا يدعو صنماً .. وذاك يرجو قبراً ..والثالث يعبد بشراً .. والرابع يعظم شجراً ..نظر إليهم ربهم فمقتهم عربهم وعجمهم .. إلا بقايا من موحدي أهل الكتاب .. وكان من بين هؤلاء السادرين .. سيد من السادات .. هو عمرو بن الجموح ..كان له صنم اسمه مناف .. يتقرب إليه .. ويسجد بين يديه ..مناف .. هو مفزعه عند الكربات .. وملاذه عند الحاجات ..صنم صنعه من خشب .. لكنه أحب إليه من أهله وماله ..وكان شديد الإسراف في تقديسه .. وتزيينه وطييبه وتلبيسه ..وكان هذا دأبه مذ عرف الدنيا .. حتى جاوز عمره الستين سنة ..فلمابُعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة .. وأرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه.. داعيةً ومعلماً لأهل المدينة .. أسلم ثلاثة أولاد لعمرو بن الجموح معأمهم دون أن يعلم .. فعمدوا إلى أبيهم فأخبروه بخبر هذا الداعي المعلم وقرؤوا عليه القرآن .. وقالوا : يا أبانا قد اتبعه الناس فما ترى في اتباعه ؟ فقال : لست أفعل حتى أشاور مناف فأَنظُرَ ما يقول !! ثم قام عمرو إلى مناف .. وكانوا إذا أرادوا أن يكلموا أصنامهم جعلوا خلف الصنم عجوزاً تجيبهم بما يلهمها الصنم في زعمهم .. أقبلعمرو يمشي بعرجته إلى مناف .. وكانت إحدى رجليه أقصر من الأخرى .. فوقفبين يدي الصنم .. معتمداً على رجله الصحيحة .. تعظيماً واحتراماً .. ثمحمد الصنم وأثنى عليه ثم قال : يا مناف .. لا ريب أنك قد علمت بخبرهذا القادم .. ولا يريد أحداً بسوء سواك .. وإنما ينهانا عن عبادتك ..فأشِرْ عليّ يا مناف .. فلم يردَّ الصنم شيئاً .. فأعاد عليه فلم يجب .. فقال عمرو : لعلك غضبت .. وإني ساكت عنك أياماً حتى يزول غضبك .. ثم تركه وخرج .. فلما أظلم الليل .. أقبل أبناؤه إلى مناف .. فحملوه وألقوه في حفرة فيها أقذار وجيف .. فلما أصبح عمرو دخل إلى صنمه لتحيته فلم يجده .. فصاح بأعلى صوته : ويلكم !! من عدا على إلهنا الليلة .. فسكت أهله .. ففزع ..واضطرب ..وخرج يبحث عنه ..فوجده منكساً على رأسه في الحفرة..فأخرجه وطيبه وأعاده لمكانه..وقال له : أما والله يا مناف لو علمتُ من فعل هذا لأخزيته ..فلما كانت الليلة الثانية أقبل أبناؤه إلى الصنم .. فحملوه وألقوه في تلك الحفرة المنتنة .. فلما أصبح الشيخ التمس صنمه .. فلم يجده في مكانه .. فغضب وهدد وتوعد .. ثم أخرجه من تلك الحفرة فغسله وطيبه ..ثمما زال الفتية يفعلون ذلك بالصنم كل ليلة وهو يخرجه كل صباح فلما ضاقبالأمر ذرعاً راح إليه قبل منامه وقال : ويحك يا مناف إن العنز لتمنعأُسْتَها ..ثم علق في رأس الصنم سيفاً وقال : ادفع عدوك عن نفسك ..فلماجَنَّ الليلُ حمل الفتيةُ الصنم وربطوه بكلب ميت وألقوه في بئر يجتمع فيهاالنتن .. فلما أصبح الشيخ بحث عن مناف فلما رآه على هذا الحال في البئرقال : ورب يبـول الثعلبـان برأسه *** لقد خاب من بالت عليه الثعالبثم دخل في دين الله .. وما زال يسابق الصالحين في ميادين الدين ..وانظرإليه .. لما أراد المسلمون الخروج إلى معركة بدر .. منعه أبناؤه لكبر سنه.. وشدة عرجه .. فأصر على الخروج للجهاد.. فاستعانوا برسول الله صلى اللهعليه وسلم فأمره بالبقاء في المدينة .. فبقي فيها ..فلما كانت غزوةأحُد .. أراد عمرو الخروج للجهاد .. فمنعه أبناؤه .. فلما أكثروا عليه ..ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. يدافع عبرته .. ويقول : ( يا رسولالله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد .. قال : إن الله قد عذرك .. فقال .. يا رسول الله .. والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة ..فأذن له صلى الله عليه وسلم بالخروج .. فأخذ سلاحه وقال : اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني إلى أهلي .. فلما وصلوا إلى ساحة القتال .. والتقى الجمعان .. وصاحت الأبطال .. ورميت النبال .. انطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلام .. ويقاتل عباد الأصنام .. حتى توجه إليه كافر .. بضربة سيف كـُتِبَت له بها الشهادة ..فدفن رضي الله عنه .. ومضى مع الذين أنعم الله عليهم ..وبعد ست وأربعين سنة في عهد معاوية رضي الله عنه .. نزل بمقبرة شهداء أحد .. سيل شديد .. غطّى أرض القبور .. فسارعالمسلمون إلى نقل رُفات الشهداء .. فلما حفروا عن قبر عمرو بن الجموح ..فإذا هو كأنه نائم .. ليّن جسده .. تتثنى أطرافه .. لم تأكل الأرض من جسدهشيئاً ..فتأمل كيف ختم الله له بالخير لما رجع إلى الحق لما تبين له ..بل انظر كيف أظهر الله كرامته في الدنيا قبل الآخرة .. لما حقق لا إله إلا الله ..هذه الكلمة التي قامت بها الأرض والسموات .. وفطر الله عليها جميع المخلوقات .. وهي سبب دخول الجنة ..ولأجلها خلقت الجنة والنار .. وانقسم الخلق إلى مؤمنين وكفار .. وأبرار وفجار ..فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين ..* * * * * * * * *سفينة النجاة ..وكم من إنسان هلك مع الهالكين .. واستحق اللعنة إلى يوم الدين .. بسبب أنه لم يحقق التوحيد ..فالله هو الرب الواحد .. لا يتوكل العبد إلا عليه .. ولا يرغب إلا إليه .. ولا يرهب إلا منه .. ولا يحلف إلا باسمه .. ولا ينذر إلا له .. ولا يتوب إلا إليه .. فهذا هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله .. ولهذا حرم الله على النار من شهد أن لا إله إلا الله حقيقة الشهادة ..وانظر إلى معاذ رضي الله عنه .. لما مشى خلف النبي صلى الله عليه وسلم .. فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فجأة ثم سأله .. يا معاذ : أتدري ما حق الله على العباد .. وما حق العباد على الله ..قال : الله ورسوله أعلم .. فقالصلى الله عليه وسلم : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً.. وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً ..وفي حديثآخر .. أنه رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسولالله .. أي ذنب عند الله أعظم .. فقال صلى الله عليه وسلم : أن تجعل للهنداً وهو خلقك .. * * * * * * * * *نعم.. التوحيد من أجله .. بعث الله الرسل .. قال تعالى : { وَلَقَدْبَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَوَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } .. والطاغوت هو كل ما عبد من دون الله .. منصنم أو حجر .. أو قبر أو شجر ..والتوحيد هو مهمة الرسل الأولى كما قالتعالى : { وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَاأَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } .. بل إن الخلقلم يخلقوا إلا ليوحدوا الله قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلاليعبدون } ..والأعمال كلها متوقفة في قبولها على التوحيد .. قال تعالى: { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ..ومن حقق التوحيد نجا .. كما صح في الحديث القدسي عند الترمذي .. أن اللهتعالى قال : يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بيشيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة .. ولعظم أمر التوحيد .. خاف الأنبياء من فقده .. فذاكأبو الموحدين .. محطم الأصنام .. وباني البيت الحرام .. إبراهيم عليهالسلام .. يبتهل إلى الملك العلام .. ويقول : { واجنبني وبني أن نعبدالأصنام } .. ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم ؟ .. * * * * * * * * * بداية الانحراف ..أول ما حدث الشرك في قوم نوح ..فبعث الله نوحاً .. فنهاهم عن الشرك .. فمن أطاعه ووحد الله نجى ..ومن ظل على شركه .. أهلكه الله بالطوفان .. وبقي الناس بعد نوح على التوحيد زماناً ..ثم بدأ إبليس في الإفساد .. ونشر الشرك بين العباد .. ولم يزل الله تعالى يبعث المرسلين مبشرين ومنذرين ..إلى أن بعث خاتم النبيين محمداً صلى الله عليه وسلم.. فدعا إلى التوحيد .. وجاهد المشركين ..وكسر الأصنام ..ومضت الأمة من بعده على التوحيد .. إلى أن عاد الشرك إلى بعض الأمة بسبب تعظيم الأولياء والصالحين .. حتى بنيت الأضرحة على قبورهم .. وصرف الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر لمقاماتهم .. وسموا هذا الشرك توسلاً بالصالحين ومحبة لهم بزعمهم .. وزعموا أن محبتهم لهؤلاء وتعظيم قبورهم .. تقربهم إلى الله زلفى ..ونسوا أن هذه حجة المشركين الأولين حيث قالوا عن أصنامهم : { ما نعبدهم إلى ليقربونا إلى الله زلفى } ..والعجب أنك إذا أنكرت على هؤلاء شركهم .. قالوا لك .. كلا بل نحن موحدون .. ولربنا عابدون ..ويظنون أن معنى التوحيد هو الإقرار بوجود الله وأحقيته بالعبادة دون غيره ..وهذا مفهوم قاصر .. بل مفهوم باطل للتوحيد ..فأبوجهل .. وأبو لهب .. بهذا المفهوم موحدون .. فإنهم يعتقدون أن الله هوالإله الأعظم المستحق للعبادة .. لكنهم أشركوا معه آلهة أخرى ظنوا أنهاتوصل إليه .. وتشفع لهم عنده ..قـصـة ..روى البيهقي وغيره : أنهلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته بين الناس .. حاول كفار قريش أنينفروا الناس عنده .. فقالوا : ساحر .. كاهن .. مجنون .. لكنهم وجدوا أن أتباعه يزيدون ولا ينقصون ..فاجتمع رأيهم على أن يغروه بمال ودنيا .. فأرسلوا إليه حصين بن المنذر الخزاعي .. وكان من كبارهم ..فلمادخل عليه حصين .. قال : يا محمد .. فرقت جماعتنا .. وشتت شملنا .. وفعلت.. وفعلت .. فإن كنت تريد مالاً جمعنا لك حتى تكون أكثرنا مالاً .. وإنأردت نساءً زوجناك أجمل النساء .. وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا ..ومضى في كلامه وإغرائه ..والنبي صلى الله عليه وسلم ينصت إليه ..فلما انتهى من كلامه .. قال له صلى الله عليه وسلم : أفرغت يا أبا عمران ..قال : نعم .. قال : فأجبني عما أسألك .. قال : سل عما بدا لك ..قال : يا أبا عمران .. كم إلهاً تعبد ؟ قال : أعبد سبعة .. ستة في الأرض .. وواحداً في السماء !!قال : فإذا هلك المال .. من تدعوا !؟قال : أدعوا الذي في السماء .. قال : فإذا انقطع القطر من تدعوا ؟قال : أدعوا الذي في السماء .. قال : فإذا جاع العيال .. من تدعوا ؟قال : أدعوا الذي في السماء .. قال : فيستجيب لك وحده .. أم يستجيبون لك كلهم ..قال : بل يستجيب وحده ..فقالصلى الله عليه وسلم: يستجيب لك وحده .. وينعم عليك وحده .. وتشركهم فيالشكر .. أم أنك تخاف أن يغلبوه عليك .. قال حصين : لا .. ما يقدرون عليه..فقال صلى الله عليه وسلم : يا حصين ..أسلم أعلمك كلمات ينفعك اللهبهن ..فقيل إنه أسلم فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به..حـقيـقـة ..نعمكانوا يعبدون اللات والعزى .. لكنهم يعتبرونها آلة صغيرة تقربهم إلى الإلهالأعظم وهو الله جل جلاله .. ويصرفون لها أنواعاً من العبادات .. لتشفعلهم عند الله .. لذا كانوا يقولون { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} ..كانوا يعتقدون أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت .. {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَلَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لايَعْلَمُونَ } .. وفي الصحيحين وغيرهما .. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خيلاً جهة نجد .. لينظروا له ما حول المدينة .. فبنماهم يتجولون على دوابهم .. فإذا برجل قد تقلد سلاحه .. ولبس الإحرام .. وهويلبي قائلاً : لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك .. إلا شريكاً هو لك ..تملكه وما ملك .. ويردد : إلا شريكاً هو لك .. تملكه وما ملك ..فأقبلالصحابة عليه .. وسألوه أين يريد .. فأخبرهم أنه يريد مكة .. فنظروا فيحاله فإذا هو قد أقبل من ديار مسيلمة الكذاب .. الذي ادعى النبوة ..فربطوه وأوثقوه وجاؤوا به إلى المدينة .. ليراه النبي صلى الله عليه وسلم .. ويقضي فيه ما شاء ..فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم .. قال لأصحابه : أتدون من أسرتم .. هذا ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة .. ثم قال اربطوه في سارية من سواري المسجد .. وأكرموه .. ثمذهب صلى الله عليه وسلم إلى بيته وجمع ما عنده من طعام وأرسل به إليه ..وأمر بدابة ثمامة أن تعلف ويعتنى بها .. وتعرض أمامه في الصباح والمساء ..فربطوه بسارية من سواري المسجد .. فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما عندك يا ثمامة ؟قال: عندي خير يا محمد .. إن تقتلني تقتل ذا دم .. ( أي ينتقم لي قومي ) .. وإن تنعم تنعم على شاكر .. وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت .. فتركه صلى الله عليه وسلم حتى كان الغد .. ثم قال له : ما عندك يا ثمامة ؟ فقال : عندي ما قلت لك إن تقتلني تقتل ذا دم .. و إن تنعم تنعم على شاكر .. و إن كنت تريد المال فسل منه ما شئت .. فتركه صلى الله عليه وسلم حتى بعد الغد .. فمر به فقال : ما عندك يا ثمامة ؟ فقال : عندي ما قلت لك .. فلما رأى صلى الله عليه وسلم أنه لا رغبة له في الإسلام .. وقد رأى صلاة المسلمين .. وسمع حديثم .. ورأى كرمهم .. قال صلى الله عليه وسلم : أطلقوا ثمامة .. فأطلقوه .. وأعطوه دابته وودعوه ..فانطلق ثمامة إلى ماء قريب من المسجد .. فاغتسل .. ثم دخل المسجد . فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلي من وجهك .. فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي .. و الله ما كان دين أبغض إلي من دينك .. فأصبح دينك أحب الدين إلي .. والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي .. ثم قال : يا رسول الله .. إن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالخير .. وأمره أن يكمل طريقه إلى مكة ويعتمر .. فذهب إلى مكة يلبي بالتوحيد قائلاً .. لبيك لا شريك لك .. لبيك لا شريك لك ..نعم أسلم فقال : لبيك لا شريك لك .. فلا قبر مع الله يعبد .. ولا صنم يُصلَّى له ويُسْجَد .. ثم دخل ثمامة رضي الله عنه مكة .. فتسامع به سادات قريش فأقبلوا عليه ..فسمعوا تلبيته فإذا هو يقول .. لبيك لا شريك لك .. لبيك لا شريك لك ..فقال له قائل : أصبوت ؟ قال : لا .. ولكن أسلمت مع محمد صلى الله عليه وسلم .. فهموا به أن يؤذوه .. فصاح بهم وقال :ولا و الله .. لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة .. حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم ..كانوا يعظمون الله .. أكثر من تعظيمهم لهذه الآلهة ..فقل لي بربك .. ما الفرق بين شرك أبي جهل وأبي لهب ..وبين من يذبح اليوم عند قبر .. أو يسجد على أعتاب ضريح .. أو يذبح له ويطوف ..أو يقف عند مشهد الولي ذليلاً خاضعاً .. منكسراً خاشعاً ..يسأله الحاجات .. وكشف الكربات .. يلتمس من عظام باليات شفاء المريض .. ورد المسافر .. عجباً .. والله يقول : {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْفَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } .. * * * * * * * * * وهذا الشرك ..الذي يقع عند القبور من ذبح لها ..وتقرب إلى أهلها ..وطواف عليها..هو أعظم الذنوب .. نعمأعظم من الزنا .. وأعظم من شرب الخمر .. والقتل .. وعقوق الوالدين .. وقدقال تعالى ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَادُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ) ..نعم .. الله لا يغفر أن يشرك به .. بينما قد يغفر الله للزناة .. ويعفو عن القتلة والجناة .. ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين :أن امرأة بغياً من بني إسرائيل كانت تمشي في صحراء ..فرأت كلباً بجوار بئر يصعد عليه تارة .. ويطوف به تارة .. في يوم حار قد أدلع لسانه من شدة الظمأ .. قد كاد يقتله العطش .. فلما رأته هذه البغي .. التيطالما عصت ربها .. وأغوت غيرها .. ووقعت في الفواحش والآثام .. وأكلتالمال الحرام .. لما رأت هذا الكلب .. نزعت خفها .. حذاءها .. وأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء .. وسقته .. فغفر الله لها بذلك .. الله أكبر .. غفر الله لها .. بماذا ..؟ هل كانت تقوم الليل وتصوم النهار ؟! هل قتلت في سبيل الله ؟! كلا.. وإنما سقت كلباً شربةً من ماء .. فغفر الله لها .. لأنها كانت تقع فيالمعاصي لكنها ما كانت تشرك بالله ولياً ولا قبراً .. ولا تعظم حجراً ولابشراً .. فغفر الله لها ..فما أقرب المغفرة من العاصين وما أبعدها عن المشركين ..* * * * * * * * * قصة ..بعضالناس يفزع ويضطرب .. ويحزن إذا رأى كثرة الزناة وشراب الخمور .. بينما لايتأثر وهو يرى كثرة من يتمسحون بأعتاب القبور ويصرفون لها أنواع العبادات.. مع أن الزنى وشرب الخمر معاص كبار .. لكنها لا تخرج من ملة الإسلام ..بينما صرف شيء من العبادة لغير الله هو شرك يموت به الإنسان كافراً ..ولذا كان العلماء الربانيون يجعلون تدريس العقيدة أصل الأصول ..كان الشيخ محمد -رحمه الله - قد ألف كتاب التوحيد ..وأخذ يشرحه لطلابه ..ويعيد ويكرر مسائله عليهم ..فقال له طلابه يوماً : يا شيخ نريد أن تغير لنا الدرس إلى مواضيع أخرى .. قصص .. سيرة ..تاريخ ..قال الشيخ : سننظر في ذلك إن شاء الله .. ثم خرج إليهم من الغد مهموماً مفكراً ..فسألوهعن سبب حزنه فقال : سمعت أن رجلاً في قرية مجاورة .. سكن بيتاً جديداً ..وخاف من تعرض الجن له فذبح ديكاً عند عتبة باب البيت .. تقرباً إلى الجن.. ولقد أرسلت من يتثبت لي من هذا الأمر .. فلم يتأثر الطلاب كثيراً .. وإنما دعوا لذاك الرجل بالهداية .. وسكتوا .. وفي الغد لقيهم الشيخ .. فقال ..تثبتنا من خبر البارحة .. فإذا الأمر على خلاف ما نقل إليَّ ..فإن الرجل لم يذبح ديكاً تقرباً إلى الجن .. ولكنه زنا بأمه ..فثار الطلاب وانفعلوا .. وسبوا وأكثروا .. وقالوا لا بد من الإنكار عليه .. ومناصحته .. وعقوبته .. وكثر هرجهم ومرجهم ..فقال الشيخ : ما أعجب أمركم .. تنكرون هذا الإنكار على من وقع في كبيرة من الكبائر .. وهي لم تخرجه من الإسلام ..ولا تنكرون على من وقع في الشرك .. وذبح لغير الله .. وصرف العبادة لغير الله ..فسكت الطلاب .. فأشار الشيخ إلى أحدهم وقال .. قم ناولنا كتاب التوحيد نشرحه من جديد ..* * * * * * * * *والشرك أعظم الذنوب .. ولا يغفره الله أبداً .. قال الله { إن الشرك لظلم عظيم } ..والجنةحرام على المشركين .. وهم مخلدون في النار .. قال تعالى : ( إنه من يشركبالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) ..ومنوقع في الشرك .. أفسد عليه هذا الشرك .. جميع عباداته من صلاة وصوم وحجوجهاد وصدقة .. قال تعالى : { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئنأشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } ..* * * * * * * * *والشرك له صور متعددة :منها ما يخرج من الملة .. ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم يتب منه ..كدعاءغير الله .. والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله .. من القبور .. والجن ..والشياطين .. والخوف من الموتى .. أو الجن والشياطين أن يضروه أو يمرضوه ..ورجاء غير الله فيما يقدر عليه إلا الله .. من قضاء الحاجات .. وتفريج الكربات .. مما يمارس الآن حول الأضرحة والقبور .. فالقبور تزار لأجل الاتعاظ والدعاء للأموات .. كما قال صلى الله عليه وسلم : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة .. وذلكللرجال .. أما النساء فلا يشرع لهن زيارة القبور .. لأن النبي صلى اللهعليه وسلم لعن زوارات القبور .. ولأن زيارتهن قد يحصل بها فتنة لهن أو بهن..أما زيارة القبور لدعاء أهلها .. والاستغاثة بهم .. أو الذبح لهم .. أو التبرك بهم .. أو طلب الحاجات منهم .. والنذر لهم .. فهذاشرك أكبر .. ولا فرق بين كون المدعو المقبور نبياً أو ولياً أو صالحاً ..فكل هؤلاء بشر .. لا يملكون ضراً ولا نفعاً .. قال الله لأحب خلقه إليهمحمد صلى الله عليه وسلم Sad قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَضَرًّا ) ..ويدخل في ذلك ما يفعله الجهال عند قبر النبي صلى الله عليهوسلم من دعائه والاستغاثة به .. أو عند قبر الحسين .. أو البدوي .. أوالجيلاني .. أو غيرهم ..أما زيارة القبور للصلاة عندها والقراءة .. فهذه بدعة .. وإنما يشرع للزائر الاتعاظ والدعاء للميت فقط ..ومنالعجب أن يذهب مسلم إلى المقبورين وهو يعلم أنهم جثث هامدة .. لا يستطيعونأن يتخلصوا مما هم فيه .. فيطلب منهم أن يستجيبوا الدعوات .. أو يفرجواالكربات .. وكثير من هذه الأضرحة .. والقبور .. التي تعظم .. ويبنىعليها .. يكون لها خدم وسدنة .. يظهرون التقى والتقشف .. ويختلقون للناسالأكاذيب .. ويدعونهم إلى الشرك بالله .. * * * * * * * * * نداء .. نداء ..إني أقول لألئك الذين يدعون الأموات ..أمواتكم هؤلاء .. الذين تبكون على عتباتهم .. وترجون شفاعاتهم ..( هل يسمعونكم إذ تدعون * أو ينفعونكم أو يضرون ) .. لا والله لا يسمعون .. ولا ينفعون .. بل يخذلون ويضرون ..وما أجمل ما فعله ذلك الغلام الصغير .. الذي عمره 13 سنة .. وسافر مع والده إلى الهند .. والهند بلاد كبيرة .. تتنوع فيها الآلهة .. يعبدون كل شئ .. من حيوان ونبات وجماد وبشر وكواكب ..دخل الغلام أحد المعابد .. فرأى الناس يعبدون ثمرة جوز الهند ..وقد رسموا لها عينين وأنفاً وفماً .. ويقدمون لها البخور والطعام والشراب ..ثم رآهم يصلون لها .. فلما سجدوا لها .. أقبل الغلام إلى الثمرة فاختطفها وهرب بها .. فلما رفعوا رؤوسهم من سجودهم .. لم يجدوا إلههم .. فالتفتوا .. فإذا الغلام قد حمل الإله .. وفرَّ به هارباً .. فقطعوا صلاتهم .. وركضوا وراء الغلام .. فلما ابتعد عنهم .. جلس على الأرض .. ثم كسر الجوزة .. وشرب مائها وألقاها على الأرض .. فتصايحوا لما رأوا الإله مكسوراً .. فأخذوه وضربوه وتلتلوه .. ثم ذهبوا به إلى قاضي البلد .. فقال له القاضي : أنت الذي كسرت الإله ؟ قال الغلام : لا .. ولكني كسرت جوزة .. قال القاضي : ولكنها إلاههم .. قال الغلام : أيها القاضي !! هل كسرت يوماً جوزة هند وأكلتها ؟ قال القاضي : نعم .. قال الغلام : فما الفرق إذاً ؟ فسكت القاضي واحتار .. ونظر إلى عبادها يريد منهم الجواب .. فقالوا : هذه الجوزة لها عينان وفم .. فصاح بهم الغلام قال: هل تتكلم ؟ قالوا : لا ..قال : هل تسمع ؟ قالوا : لا ..قال : فكيف تعبدونها إذاً ؟ فبهت الذي كفر .. والله لا يهدي القوم الظالمين ..فنظر إليهم القاضي .. فخاف أن يتعرضوا للغلام بسوء .. فقال للغلام .. عقوبة لك .. قررنا تغريمك 150 روبية .. فدفعها الغلام مرغماً .. وخرج منتصراً .. * * * * * * * * *وممايزيد الطيب بلة .. أن المتعلقين بالقبور .. لم يكتفوا بتعظيم الأموات ..وسؤالهم الحاجات .. وإنما صرفوا الأموال في تزيينها .. ورفعها .. والبناءعليها .. وتنقسم القباب والأضرحة المبنية على القبور .. إلى قسمين :الأول : قباب تبنى في مقابر المسلمين العامة .. حيث تبدو القبة شاهقة وسط القبور ..والثاني : قباب تبنى في المساجد.. أو تبنى عليها المساجد.. وقد تكون في قبلة المسجد.. أو في الخلف.. أو في أحد جوانبه ..وقدحذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال : " اللهم لا تجعل قبري وثناًيُعبد .. لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " وهذا في قبرهالشريف وفي كل قبر ..وعن علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج : "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن لا تدعتمثالاً إلا طمسته .. ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته ..ونهى صلى الله عليه وسلم أن ( يجصص القبر .. وأن يقعد عليه .. وأن يبنى عليه .. أو أن يكتب عليه " .. ولعن صلى الله عليه وسلم " المتخذين عليها [ أي القبور] المساجد والسُرج " ..ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم من ذلك شيء في بلاد الإسلام .. لا على قبر نبي.. ولا غيره ..* * * * * * * * * الواقع الأليم ..واليوم .. خذ على عجل الواقع الأليم .. •في مصر : أضرحة الأولياء التي تنتشر في مدن مصر وقراها .. ستة آلاف ضريح.. وهي مراكز لإقامة الموالد للمريدين والمحبين .. بل إنه من الصعب أن تجديوماً على مدار السنة ليس فيه احتفال بمولد ولي في مكان ما بمصر .. بلتعتبر القرية التي تخلو من أضرحة منزوعة البركة عندهم .. وتنقسم الأضرحة إلى كبرى وصغرى.. وكلما فخم البناء واتسع وذاع صيت صاحبه زاد اعتباره .. وكثر زواره ..فمنالأضرحة الكبرى في القاهرة : ضريح الحسين.. وضريح السيدة زينب.. وضريحالسيدة عائشة.. والسيدة سكينة.. والسيدة نفيسة.. وضريح الإمام الشافعي..وضريح الليث ابن سعد .. إضافة إلى ضريح البدوي بطنطا .. والدسوقي بدسوق .. والشاذلي بقرية حميثرة ..وقبرمزعوم للحسين .. يحج له الناس ويتقربون إليه بالنذر والقربات .. وتجاوزذلك إلى الطواف به والاستشفاء .. وطلب قضاء الحاجات عند الملمات ..وضريح السيد البدوي .. له مواسم في السنة أشبه بالحج الأكبر .. يقصده الناس من خارج البلاد وداخلها .. من السُنة والشيعة .. وجلالالدين الرومي .. الذي كتب على قبره ومزاره : صالح للأديان الثلاثة ..المسلمين واليهود والنصارى .. ويدعى هذا الوثن بالقطب الأعظم ..•أما في الشام فقد ذكر الباحثون الثقاة أن في دمشق وحدها 194ضريحاًوالمشهور منها 44 ضريحاً.. وينسب للصحابة أكثر من سبعة وعشرين قبراً.. وفيدمشق ضريح لرأس يحيى بن زكريا - عليهما السلام - .. يقع في المسجد الأموي.. وبجانب المسجد قبر لصلاح الدين .. وعماد الدين زنكي .. وقبور أخرى تزارويتوسل بها... وفي سوريا أيضاً : ضريح لمحيي الدين بن عربي صاحب "فصوص الحكم".. وهو ضال فاجر .. •وفي تركيا أكثر من 481 جامعاً لا يكاد يخلو جامع من ضريح .. أشهرها الجامعالذي بني على القبر المنسوب إلى أبي أيوب الأنصاري في القسطنطينية ..• وفي الهند يوجد أكثر من مئة وخمسين ضريحاً مشهوراً يؤمها الآلاف من الناس ..•أما العراق .. ففي بغداد وحدها أكثرُ من مئة وخمسين جامعاً وقلّ أن يخلوجامع منها من ضريح.. وفي الموصل يوجد أكثر من ستة وسبعين ضريحاً مشهوراًكلها داخل جوامع.. وهذا كله بخلاف الأضرحة الموجودة في المساجد والأضرحةالمفردة .. ( انظر: الانحرافات العقدية.. ص289.. 294.. 295 ) .• وفي الهند : أصبح قبر الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني .. ويعملون أنواع العبادات .. كالسجود.. والنذور.. • وفي باكستان .. ضريح الشيخ علي الهجوري في لاهور .. وهو من القبور العظيمة.. * * * * * * * *والعجب أن الناس مفتونون بها .. مع أن أكثرها أضرحة مكذوبة .. لا حقيقة لها .. • فالحسين رضي الله عنه .. له قبر بالقاهرة يتقربون إليه .. ويصرفون له أنواعاً من العبادات من دعاء وذبح وطواف .. وفي عسقلان قبر للحسين أيضاً .. وفي سفح جبل الجوشن غربي حلب ضريح ينسب إلى رأس الحسين رضي الله عنه أيضاً ..وكذلكتوجد أربعة مواضع أخرى يقال إن بها رأس الحسين : في دمشق .. والحنانة -بين النجف والكوفة - .. وبالمدينة عند قبر أمه فاطمة رضي الله عنه .. وفيالنجف بجوار القبر المنسوب إلى أبيه رضي الله عنه .. وفي كربلاء حيث يقال:إنه أعيد إلى جسده ..( انظر: الانحرافات العقدية.. ص288.. ومجلة (لغةالعرب).. ج7 السنة السابعة (1929م).. ص557 561.. ومعالم حلب الأثرية.. عبدالله حجار ) ..• أما السيدة زينب بنت علي - رضي الله عنهما – فقد ماتتبالمدينة ودفنت بالبقيع .. إلا أن قبراً منسوباً إليها أقامه الشيعة فيدمشق .. (انظر : عبد الله بن محمد بن خميس.. شهر في دمشق.. ص 67. ) ..ولا يقل عنه جماهيرية الضريح المنسوب إليها في القاهرة .. ولم تذكر كتب التاريخ أبداً أنها جاءت إلى مصر في الحياة أو بعد الممات ..•وأهل الإسكندرية بمصر يعتقدون اعتقاداً جازماً بأن أبا الدرداء رضي اللهعنه مدفون في الضريح المنسوب إليه في مدينتهم .. ومن المقطوع به عند أهلالعلم أنه لم يدفن في تلك المدينة .. ( انظر : مساجد مصر وأولياؤهاالصالحون 2/33 ) ..• وقل مثل ذلك في مشهد السيدة رقية بنت الرسول صلىالله عليه وسلم بالقاهرة .. الذي أقامته زوجة الخليفة الفاطمي الآمربأحكام الله .. وضريح السيدة سكينة بنت الحسين ابن علي - رضي الله عنهم -..• ومن أشهر الأضرحة أيضاً: ضريح علي بن أبي طالب  بالنجف بالعراق.. وهو قبر مكذوب فإن علياً دفن بقصر الإمارة بالكوفة ..• وفي البصرة قبر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رغم أنه مات بالمدينة ودفن بالبقيع ..• وفي حلب ضريح لجابر بن عبد الله رضي الله عنه مع أنه توفي في المدينة ..•بل ينسب الناس في الشام قبراً إلى (أم كلثوم) و (رقية) بنتي رسول صلى اللهعليه وسلم مع أنهما زوجتا عثمان رضي الله عنه .. وماتتا في المدنة النبوية.. في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودفنهما النبي صلى الله عليه وسلم فيالبقيع في المدينة .. • ومن المقابر المكذوبة باتفاق أهل العلم القبرالمنسوب إلى هود عليه السلام بجامع دمشق.. فإن هوداً لم يجئ إلى الشام ..وهناك قبر منسوب إليه في حضرموت.. • وفي حضرموت أيضاً قبر يزعم الناسأنه لصالح عليه السلام .. رغم أنه مات بالحجاز.. وله أيضاً عليه السلامقبر في يافا بفلسطين.. التي بها كذلك مزار لأيوب عليه السلام .. * * * * * * * * *مقام الشيخ بركات ..انظر كيف تلاعب الشيطان بعقول الناس .. حتى صرفهم عن عبادة رب الأرض والسموات .. إلى تعظيم الأموات .. بل تعظيم التراب والرفات ..وقد تبدأ المسألة أحياناً بإشاعةٍ عن قبر من القبور .. وأنه لزائره نافع .. ولداعيه شافع .. حتىتنتشر قصص الكرامات بين الناس .. فتتحول إلى حقيقة .. ثم تبدأ صور الشركتظهر عنده .. من طواف عليه .. ودعاء له من دون الله .. كما يقع عند أكثرما تقدم من قبور .. سواء كانت نسبة القبر إلى صاحبه صحيحة او مختلقة ..وهذايذكرني بما حكاه أحدهم عن قصة ضريح الشيخ بركات .. وهذه القصة وقعت بينشابين هما عادل وسعيد .. تخرجا من الجامعة .. ثم توظفا مدرِّسين في قريةينتشر فيها تعظيم القبور .. والاغترار بالنذور ..فقد كان عادل يتبادلالحديث مع سعيد وهما في طريقهما إلى المدرسة في القرية .. وفجأة صعدالحافلة متسول نصف معتوه.. كبير في السن يهتز ويتأرجح..ويمسح لعابهبكمه المتهدل المتسخ.. يستجدي الركاب ويتهدد ويتوعد.. يهددهم بأنه سيدعوعليهم بأن تنقلب الحافلة بهم في عرض الطريق .. ويدعي أنه مستجاب الدعوة ..ويبدو أن سعيداً قد نشأ في أسرة .. متأثرة كثيراً بالكرامات والأولياء .. والأبدال والأوتاد! حيثفزع واضطرب .. ثم طلب من عادل أن يبادر إلى إعطائه بعض الدراهم خشية أنتنقلب الحافلة فعلاً .. لأن المتسول المذكور (عبد الكريم أبو شطة ) منالدراويش المباركين المستجابي الدعوة ..فتعجب عادل وقال : نعم .. أهلالسنة والجماعة يؤمنون بالكرامات .. ولكن هي للصالحين الأتقياء ..العاملين الأخفياء .. وليست لأمثال هذا من المجاديب .. الذين يتأكلونبدينهم .. فصاح به سعيد : لا تقل ذلك .. فإن الأحاديث عن الخوارقالتي جرت على يديه يتناقلها الصغير والكبير.. وسترى بعد قليل أنه سينزلونمضي نحن في الحافلة.. ويسبقنا إلى القرية التالية ماشياً.. حيث سينتظرناهناك.. نعم .. كرامة .. هل تنكر الكرامات؟عادل : أنا لا أنكر الكراماتبشكل مطلق .. فالله قادر أن يكرم من شاء من عباده.. لكن أن تصبح الكراماتطعامنا وشرابنا وتدخلنا في باب إشراك هؤلاء العبيد والأموات مع اللهسبحانه وتعالى في الخلق والأمر والتصرف في الكون .. حتى نصبح نخافهم ونتقيغضبهم .. فلا ..سعيد : يعني أنت لا تصدق أن الشيخ أحمد أبو سـرود قـدجـاء من عرفات إلى استانبول وأكل الكبة المشوية عند أهله وعاد ليلاً إلىعرفات ؟عادل : يا سعيد .. بارك الله في عقلك أهذا الذي تعلمته في الجامعة ؟سعيد : بدأنا بأسلوب السخرية!عادل : أنا لا أسخر منك.. ولكن أن يكون كلام العوام وخرافاتهم كلاماً منزلاً محكماً لا يقبل النقد .. فلا ..سعيد : ولكن هذه الكرامات لا ينقلها العوام فقط.. بل إن ساداتنا المشايخ ينقلون كثيراً منها عن أصحاب المقامات والأضرحة.عادل: طيب يا سعيد ما رأيك لو برهنت لك برهاناً عملياً أن كل هذه المقاماتوالأضرحة خلط ودجل ؟ وأن كثيراً من هذه الأضرحة لا حقيقة لها .. فلا قبر.. ولا مقبور .. ولا وليَّ .. وإنما إشاعات ودجل انتشر عند الناس حتىصدقوه .. فانتفض سعيد وأخذ يردد : أعوذ بالله! أعوذ بالله!ثمسكتا قليلاً .. وسارت الحافلة حتى وصلت بهم إلى الدوار الموصل إلى قريتهم.. فالتفت عادل إلى سعيد .. وقال : هل يوجد على هذا الدوار قبر أو مقام أوضريح لأحد الأولياء يا سعيد ؟ سعيد : لا .. وهل يعقل أن يدفن ولي في عرض الطريق .. وفي دوار ..عادل: إذاً ما رأيك لو أشعنا في القرية أن على هذا الدوار قبراً قديماً لأحدالصالحين قد اندرس وضاعت معالمه ؟ وألفنا قصصاً في كراماته .. واستجابةالدعاء عنده .. وننظر هل سيصدق الناس أم لا ..وأنا متأكد أن الناسستحمل هذه الإشاعة محمل الجد .. وربما يقيمون في العام القادم مقاماً أوضريحاً كبيراً للشيخ المزعوم ! ويدعونه من دون الله .. وهو تراب على تراب.. لو حفروا حتى يصلوا الأرض السفلى لما وجدوا شيئاً ..سعيد : دعك من هذا يا رجل .. وهل تظن الناس أغبياء .. سفهاء إلى هذا الحد ؟عادل : طيب.. أنت ماذا تخسر إذا تعاونت معي ؟ ووافقتني .. أم أنت خائف من النتيجة .. سعيد : لا لست خائفاً.. ولكن ! أنا غير مقتنع ..عادل : حسناً .. بما أنك نصف موافق فما رأيك أن نطلق على الشيخ المزعوم اسم: الشيخ بركات ؟سعيد : طيب..كما تشاء ..واتفقعادل وسعيد على إشاعة الأمر بأسلوب هادئ بين زملائهم المدرسين في المدرسة.. وعند الحلاقين - باعتبار أن دكان الحلاق من أهم وسائل الإعلان - ..فلماوصلا القرية .. نزلا من الحافلة وتوجها إلى دكان الحلاق سليم .. فدخلاوحدثا الحلاق عن الأولياء .. وأن أحد الأولياء الصالحين مدفون منذ سنين ..وله مكانة عند الله .. وأن المستغيثين به قليل .. فسألهم الحلاق عن مكان قبره .. فأخبراه أنه عند الدوار الذي في مدخل القرية ..فقالالحلاق : الحمد لله الذي أكرمنا بولي في قريتنا .. كنت أتمنى هذا مند زمن.. هل من المعقول أن القرى المجاورة " الجديدة " و " أم الكوسا "عندهم عشرات الصالحين .. ونحن لا يوجد عندنا ولا مقام واحد ؟قال عادل : الشيخ بركات يا حاج سليم كان من كبار الصالحين وكانت له مكانته عند الباب العالي ..فصاح الحلاق : إذاً أنت تعرف كل هذه المعلومات عن الشيخ بركات قدس الله سره وتسكت !!ثم انتشر الخبر في القرية انتشار النار في الهشيم .. وبدأ الناس من كثرة حديثهم عنه .. يرونه في المنام.. وأخذوايتحدثون في مجالسهم عن طوله الفارع.. وعمامته الضخمة .. وكراماته التي لاتحصى.. وكيف أن المئذنة كانت تنزل إليه إذا دخل وقت الأذان .. و.. و ..وبدأ الحديث في المدرسة بين أخذ ورد بين الأساتذة جميعاً .. فلما زاد الأمر عن حده .. لم يطق الأستاذ سعيد صبراً .. فصاح بهم ..أيها العقلاء .. دعوكم من هذه الخرافات يا ناس ..فقالوا بصوت واحد : خرافات .. تعنى أن الشيخ بركات غير موجود ؟سعيد : طبعاً غير موجود .. وليس لقبره حقيقة .. وهذه مجرد إشاعة .. والدوار تراب فوق تراب .. لا شيخ ولا ولي ولا مقام ..فانتفض المدرسون : ما الذي تقوله يا رجل ؟ وكيف تجرؤ أن تقول هذا عن الشيخ بركات ؟ الشيخ بركات هو الذي انفجر الينبوع الغربي في القرية على يديه .. وهو الذي .. اضطربسعيد من كثرة صياحهم .. لكنه قال : لا تعطوا عقولكم لغيركم .. أنتم عقلاءومتعلمون .. وليس كلما حدثكم أحد عن قبر أو ضريح .. أو تلاعب الشيطانبعقولكم في النوم صدقتموه .. عندها .. دخل مدير المدرسة في النقاش فقال : ولكن صفات الشيخ موجودة وأكيدة .. ألم تقرأ ما كتبت عنه الجريدة البارحة ؟ فعجب سعيد .. وسأله : حتى الجريدة !! وماذا كتبت ؟قال المدير : تحت عنوان " اكتشاف مقام الشيخ بركات "كتبت تقول :ولدالشيخ بركات - قدس الله سره - عام 1100هـ وهو من سلالة سيدنا خالد بنالوليد.. وقد درس على عدد كبير من العلماء منهم فلان وفلان.. ولقد اشتركمع الجيش التركي في إحدى معاركه مع الصليبيين .. ولما اشتد القتال معالصليبيين .. استبد به الحماس فنفخ عليهم من فمه .. فآثار رياحاً وزوبعةضخمة .. رفعت جيش الصليبيين مسافة مائة متر في الهواء .. وسقطوا جميعاًمضرجين بدمائهم..قال سعيد : ما شاء الله !! ومن أين جاء الصحفي بهذه المعلومات الدقيقة عن الشيخ بركات ؟!!!قال المدير : هذه حقائق .. أتظنه جاء بها من بيت أبيه ؟!!.. هذا تاريخ .. قالسعيد : ولكن هذه دعوى وتحتاج إلى دليل.. فالبينة على من ادعى.. وعلي وعليكالتثبت من صحة أي دعوى .. وإلا ادعى كل واحد منا ما يحلو له .. قبور ..أولياء .. كرامات ..ثم صاح بهم سعيد .. يا جماعة .. بصراحة : مقامالشيخ بركات .. قضية مختلقة .. وإشاعة ملفقة .. اخترعتها أنا والأستاذعادل .. لنثبت بها غوغائية الناس وجهلهم .. وعدم تثبتهم .. وهذا الأستاذعادل أمامكم فاسألوه إن شئتم ..فالتفتوا إلى عادل وقالوا : الأستاذ عادل رجل يحب الجدل مثلك .. وكل قضية يطلب عليها دليل.. وهو حاقد على الأولياء والصالحين .. ومهماادعيت أنت وعادل .. فنحن مؤمنون بأن الشيخ بركات - قدس الله سره - موجودمن زمن الأجداد .. والدنيا لا تخلو من الأولياء والصالحين ومقاماتهم ..نعوذ بالله من الضلال !!فسكت عادل وسعيد .. وقرع الجرس وانصرف الأساتذة إلى الدروس.. وسار الأستاذ سعيد مذهولاً مما رأى يحدث نفسه : الشيخ بركات .. كرامات .. معقول ؟ غير معقول !..أيمكن أن يكون كل هؤلاء مخطئين !! ؟ والجريدة كاذبة ؟ غريب ! والمشايخ بالأمـس اجتمعوا في الـدوار وأقـاموا الحضـرة والاحتفال للشيخ بركات ؟ لكن الشيخ بركات اخترعه الأستاذ عادل !! أيمكن أن يكون الخرف أصابهم جميعاً؟ غير ممكن !! غير ممكن !!وبدأتتتسرب إلى ذهن سعيد فكرة جديدة .. ربما أن الشيخ بركات موجود فعلاً ..وربما أن الأستاذ عادل يعلم ذلك مسبقاً .. لكنه أوهمه أنه هو الذي اخترعوجود الشيخ بركات ..فكر الأستاذ سعيد في ذلك .. لكنه استعاذ من الشيطان ليبعد هذه الفكرة من عقله .. لكنه لم يفلح .. وفياليوم التالي .. استمر النقاش في المدرسة على هذا المنوال .. وكان العامالدراسي في أواخره .. وانتهت المناقشات بذهاب كل أستاذ إلى بلده عندماحانت العطلة الصيفية ..* * * * * * * * *وفي العام التالي ركب الأستاذ عادل والأستاذ سعيد الحافلة ذاهبين إلى المدرسـة في القرية .. وكان الأستاذ عادل قد نسي الموضوع تماماً .. مع أنه هو الذي اخترع القضية وأشاعها .. لكنه انتبه إلى الأستاذ سعيد وهو يتمتم بلسانه بأذكار وأدعية عندما اقتربوا من دوار القرية ..وكمكانت دهشتهم كبيرة عندما وصلوا إلى الدوار .. فوجدوا بناءاً جميلاً لمقامالشيخ بركات ينتصب شامخاً على الدوار .. وبجانبه مسجد كبير فخم على الطرازالمعماري التركي ..ابتسم الأستاذ عادل وعلم أن الناس مساكين سفهاء .. وأن الشيطان قد أفلح في نشر الشرك بينهم .. فالتفت إلى الأستاذ سعيد .. ليشاركه التبسم ..لكنهفوجئ أن الأستاذ سعيد كان غائباً في ادعيته .. بل صاح سعيد بالسائق ..طالباً منه أن يتوقف قليلاً .. ثم رفع يديه وقرأ الفاتحة على روح الشيخبركات ..( بتصرف من مقال في مجلة البيان العدد : ، للأستاذ : علي محمد ) .* * * * * * * * * ماذا يفعلون هناك ؟يقصدكثير من القبوريين الأضرحة حاملين معهم الأغنام والأبقار .. والسكروالقهوة والشاي .. وأنواع الأطعمة إضافة إلى الأموال .. ليقدموها قرباناًإلى صاحب الضريح.. وقد يذبحون الأنعام تقرباً أيضاً للولي أو الشيخ..ويطوفون بالقبر وبتمرغون بترابه.. ويطلبون قضاء الحوائج وتفريج الكرباتمنه.. بل تجد أن هؤلاء المفتونين .. يحلفون بالأموات والمقبورين ..فإذا أراد أحدهم أن يحلف على شيء لم يقبلوا منه أن يحلف بالله .. بل لوحلف بالله وقال : والله العظيم .. أو أقسم بالله .. ما قبلوا منه ولاصدقوه .. فإذا حلف باسم ولي من أوليائهم قبلوه وصدقوه ..وقد آل الأمرببعض هؤلاء إلى أن شرعوا للقبور حجاً.. ووضعوا له مناسك.. حتى صنف بعضغلاتهم في ذلك كتاباً وسماه : (مناسك حج المشاهد) مضاهاة منه بالقبورللبيت الحرام.. * * * * * * * * *بل إنهم مبالغة منهم في البدعة والشرك .. جعلوا لزيارة الضريح آداباً ..فينبغي أن يخلع الزوار نعالهم الضريح .. احتراماً لصاحب الضريح .. ويتم دخول القبة بإذن من حارسها.. كما يتولى خادم الضريح (تطويف) الزوار حول الضريح كما يطوف المسلمون حول الكعبة ..ويتبركالزوار بالضريح والقبة بطرق شتى : فمنهم من يأخذ من ترابها.. ومنهم من يضعيديه على السياج المعدني الذي حول القبر ويتمسح بها.. ثم يمسح على جسدهوملابسه.وإذا دخلت الضريح رأيت أعاجيب العبادة لغير الله ..دعاء المقبور والاستعانة به والإلحاح عليه في الدعاء .. بل ترى المرأة ترفع طفلها .. وتهزه وهي تخاطب الشيخ المقبور راجية منه البركة في صغيرها ..ترى من يسجد وهو مستقبل القبر .. إضافة إلى تقديم النذور عند هذه القباب ..ومنالناس من يعكف عند القبر أياماً وشهوراً .. التماساً للشفاء أو لقضاء حاجة.. وقد أُلحقت ببعض القباب غرف انتظار الزائرين لهذا الغرض ..كما يظهر على الزائر الخشوع والسكينة والتأثر الذي قد يصل إلى حد البكاء.. فصار هؤلاء المقبورون آلهة من دون الله .. والله لا يرضى أن يعبه نبي ولا ملك .. فكيف إذا عُبد معه غيرهم .. * * * * * * * * * تشابهت قلوبهم ..هؤلاء المقبورون لا يستطيعون نصر أنفسهم .. ولا نفعها ,, فضلاً عن نفع غيرهم ..وما أقرب حال من يعظمونهم ويخافونهم .. من حال وفد ثقيف لما أسلموا فخافوا من صنم عندهم .. وهو لا يضر ولا ينفع ..فقد ذكر موسى بن عقبة :لما تمكن الإسلام في الناس .. بدأت القبائل ترسل وفودها لتعلن إسلامها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ..فأقبل بضعة عشر رجلاً من قبيلة ثقيف .. إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. فأنزلهم المسجد ليسمعوا القرآن .. فلما أرادوا إعلان إسلامهم .. نظر بعضهم إلى بعض فتذكروا صنمهم الذي يعبدون .. وكانوا يسمونه الربة ..فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم .. عن الربا والزنا والخمر فحرم عليهم ذلك كله ..فأطاعوا .. ثم سألوه عن الربة .. ما هو صانع بها ؟قال : اهدموها .. قالوا : هيهات !! لو تعلم الربة أنك تريد أن تهدمها .. قتلت أهلها .. ومن حولها ..فقال عمر رضي الله عنه : ويحكم ما أجهلكم !! إنما الربة حجر ..قالوا : إنا لم نأتك يا ابن الخطاب ..ثم قالوا : يا رسول الله .. تولَّ أنت هدمها . أما نحن فانا لن نهدمها أبدا ..فقال صلى الله عليه وسلم : سأبعث إليكم من يكفيكم هدمها .. فاستأذنوه أن يرجعوا إلى قومهم .. فدعوا قومهم إلى الإسلام .. فأسلموا ومكثوا أياماً .. وفي قلوبهم وجل من الصنم ..فقدم عليهم خالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة في نفر من الصحابة .. فأقبلوا إلى الصنم وقد اجتمع الرجال والنساء والصبيان ..وهم يرتجفون .. وقد أيقنوا أنها لن تنهدم .. وسوف تقتل من يمسها ..فأقبل عليها المغيرة بن شعبة .. فأخذ الفأس .. وقال لأصحابه :والله لاضحكنكم من ثقيف .. فضربها بالفأس .. ثم سقط يرفس برجله .. فصاح الناس .. وظنوا أن الصنم قتله ..ثم قالوا لخالد بن الوليد ومن معه : من شاء منكم فليقترب ..فلما رأى المغيرة فرحتهم بنصرة صنمهم ..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maxwy.roo7.biz
 
اركب معنا 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اركب معنا 2
» اركب معنا 3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
*استمتع معنا* :: الفئة الأولى :: *قسمـ الاسلاميـ*-
انتقل الى: